الصراعُ معَ مُلاك المَشروع الصُهيوني في فلسطين باتَ وجهاً لِوَجه..!

الصراعُ معَ مُلاك المَشروع الصُهيوني في فلسطين باتَ وجهاً لِوَجه..!

  • الصراعُ معَ مُلاك المَشروع الصُهيوني في فلسطين باتَ وجهاً لِوَجه..!

اخرى قبل 5 سنة

الصراعُ معَ مُلاك المَشروع الصُهيوني في فلسطين باتَ وجهاً لِوَجه..!

بقلم :د. عبدالرحيم جاموس

الولايات المتحدة اليوم في عهد ادارة الرئيس دونالد ترامب، باتت تمثل صناعَ ومُلاكَ المستعمرة الإسرائيلية المقامة على ارض فلسطين منذ العام 1948م( المشروع الصهيوني)...، فلا غرابة في هذا الأمر .. ،لأن المشروع الصهيوني الذي خططت لهُ و اقامته الدول الاستعمارية الغربية بقيادة بريطانيا ودعم كافة الدول الاستعمارية الأوروبية والولايات المتحدة في بادىء الأمر لتحقيق غاياتها ومصالحها في العالم العربي من جهة، والتخلص مما كان يعرف لديها بالمسألة اليهودية، على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه القومية والوطنية والتاريخية والسياسية في وطنه فلسطين.... ،وإحلال جحافل وقطعان المهاجرين اليهود من اوروبا ثم من جميع انحاء العالم ، ليحُلوا مكانَ الشعب الفلسطيني في ابشع عدوان يشهده التاريخ على شعب مستقر وآمن في وطنه منذ آلافِ السنين .. ،فقد استخدمت القوى الاستعمارية الخطط الجهنمية لدفع بؤساء اليهود للهجرةِ اليه لإستخدامهم وقودا ومادة في تنفيذ هذا المشروع الاستعماري الكولنيالي العنصري الاستيطاني ، وممارسة ابشع الجرائم في حق الشعب الفلسطيني..... من سياسة التطهير العرقي والميز العنصري لدفع الشعب الفلسطيني للهجرة و لِلبحث له عن مكان وحغرافيا اخرى خارجَ فلسطين، للعيش والسكن والاستيطان فيها كي تصبح فلسطين (اسرائيل). ... و كي ينمو ويتطور ويترعرع ويتوسع هذا المشروع الصهيوني الإستعماري لِإستيعاب مزيدٍ من المهاجرين والمستوطنين اليهود من شتى بقاع العالم اليهِ .....

و الذين يشكلون فيهِ هذا الواقع المُزيف والمُزور لِفلسطين الحَقيقة .....تحت مسمى( الوطن القومي لليهود ) والذي كشف عن طبيعته وهويته البغيضة منذ اليوم الأول لنشأته واخذ يشرعن لنفسهِ هذة الطبيعة العدوانية العنصرية والفاشية بممارساته التعسفية وسن القوانين العنصرية و العملِ على تقييد حركة الفلسطينيين وتكبيلهم وترحيلهم وابعادهم الى خارج وطنهم .. وتحدي المجتمع الدولي ورفض تنفيذ توصياته و قراراته الخاصة بحماية حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف في وطنه.......!

رغم كل هذة السياسات التعسفية و العنصرية والاستعمارية التي تعرض اليها الشعب الفلسطيتي على مدى قرن كامل من زمن الاحتلال البريطاني والصهيوني المزدوج والمركب ..، فقد ابدى وأظهرَ مقاومة قلَّ نظيرها واستطاع اكثر من نصف الشعب الفلسطيني من مواصلة الصمود والبقاء والثبات في قراه ومدنه داخل حدود فلسطين الطبيعية رغم تهجير النصف الآخر الى دول الجوار العربي اضافة الى منافِ اخرى .... !

فقد استطاع الشعب الفلسطيني بكفاحه المرير ان يبقي قضيته حَيةً على كافة المستويات المحلية والدولية مستخدما كافة وسائل النضال والمقاومة....

فأستعاد هويته الوطنية واضعا قضيته في المكان اللائق بها على الأرض وسياسيا ... عربيا ودوليا كقضية سياسية تقثضي حلا عادلا يقوم على اسس لايمكن تجاوزها، اولها حق العودة وثانيها حق تقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ...

ذلك ما افشل خطط الصُناع والمُلاكُ للمشرع الصهيوني ووضَعَهم ومشروعهم في ازمة حقيقية وخانقة أدت بهِ الى ان( نستطيع القول: ان المشروع الصهيوني باتَ اليوم في حالة من الإنكسار والفشل في تحقيق آمال الصناع والرواد والملاك الذين خططوا ونفذوا هذا المشروع الجهنمي) الذي يتعارض وجوده مع كل الاعراف والقوانين الطبيعية والوضعية والدوليه التي تنظم حركة وتنقل البشر .... وفلسفة اقامة وبناء الدول ... !

فقد اصبح المشروع الصهيوني اليوم كيانا وظيفيا خدميا فاشلا ...

لايمكن له الإعتماد على ذاته في مواصلة حياته وديمومتها واستمرارها في جغرافيا المنطقة التي ترفض بقاؤه... وتفرض عليه عزلا معنويا وماديا يسعى لكسره كي يندمج فيها .. ...

لكن هيهات هيهات ان يتحقق له ذلك رغم كل المحاولات و الاتفاقات التي وقعها مع الفسطينيين ومع دول عربية اخرى مثل مصر والاردن إلا انها لم تحقق له غايته .... و هوَ يدرك انه لازال مرفوضا وغير مقبولا فيها مالم يتمكن الفلسطينيون من ممارسة حقهما في العودة وتقرير المصير بحرية تامة ... .. وهنا تكمن ازمة المشروع الصهيوني ...!

آن حالة الإنكسار ووضعية ما قبل الهزيمة التي آلَ إليها المشروع الصهيوني قد استدعت مُلاكهِ الحقيقيون الى ان يتقدموا المواجهة مع الشعب الفلسطيني....!

تمثل الولايات المتحدة بسياستها الحالية الوريث الشرعي للقوى الاستعمارية التي خططت ونفذت هذا المشروع ....

من هنا جاءت سلسلة المواقف والإجراءات التي اتخذتها وتتخذها الإدارة الامريكية الحالية بشأن تصفية الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني بدءاً من نقل سفارة امريكا للقدس وإعتبارها عاصمة للكيان الصهيوني الى وقف كافة اشكال المساعدة عن الشعب الفلسطيني وسلطته ومؤسساته المختلفة بما في ذلك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين واغلاق مكتب التمثيل الفلسطيني في واشنطن والقنصلية الامريكية في القدس الشرقية واخيرا وليس آخراً و بالأمس اسقاط السلطة الفلسطينية عن خرائط وجغرافية وزارة الخارجية الأمريكية .....وكأنها تسقط حقاً او تنشئ حقاً ... !

كل ذلك جاء في سياق التهيئة لفرض رؤيا امريكية تهدف الى اتاحة الفرصة للكيان الصهيوني لضم الاراضي الفلسطينية المحتلة الى كيانه ومِن ثمَ الى تصفية القضية الفلسطينية بإسقاط حقي العودة وتقرير المصير للشعب الفلسطيني ... كلُ ذلكَ انقاذا للمشروع الصهيوني من ازمته الوجوديه التي باتَ يعانيها جراءَ الصمود والثبات المتواصل والإنجازات المتراكمة للشعب الفلسطيني على طريق انتزاع حريته وحقوقه المشروعة بقيادة ممثله الشرعي والوحيد م. ت.ف......!

لقد تمكن الشعب الفلسطيني من استمرار الصمود والتمسك بثوابته الوطنية ورفض الرضوخ لكافة الضغوط والتهديدات الأمريكية وغيرها وافشل كافة المخططات التصفوية سابقا وآخرها ما تسعى الى فرضه الإدارة الأمريكية تحت مسمى (صفقة القرن) و التي ما هي الا (صفعة العصر )التي تكشف عن حقيقة مواقف امريكا المعادية لحقوق الشعب الفلسطيني و تؤكد انها باتت المالكة المباشرة اليوم للمشروع الصهيوني واغراضه الإستعمارية في المنطقة... !

إن فشل المشروع الصهيوني وانكساره وهزيمته سوف يعني فشلا وإنكسارا للروح الاستعمارية والإستعلائية الكونية للولايات المتحدة، ولذا باتت المواجهة من قِبَلِها مباشرة مع الشعب الفلسطيني وسلطته وقيادته الوطنية (مباشرةَ ووجهاً لِوجه ) حيث يتوقف على مصيرها ... دورُ ووظيفةُ ومصيرُ ومستقبلُ المشروع الصهيوني في فلسطين .. كما مستقبل الشعب الفلسطيني وقضيته....!!

د. عبدالرحيم محمود جاموس

رئيس المجلس الاداري للإتحاد العام للحقوقيين الفلسطينيين

عضو المجلس الوطني الفلسطيني...

الرياض 26/8/2019م

التعليقات على خبر: الصراعُ معَ مُلاك المَشروع الصُهيوني في فلسطين باتَ وجهاً لِوَجه..!

حمل التطبيق الأن